عام

رئيس الأكاديمية الطبية العسكرية : القيادة السياسية.. تهتم دائما بتطوير المنظومة الصحية

أكد طبيب طارق النجدي رئيس الأكاديمية الطبية العسكرية، أن رؤية القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي تهتم دائما بتطوير المنظومة الصحية في مصر والتي لا تأتي إلا من خلال تعليم وتدريب وتأهيل الكوادر الصحية من أطباء وأعضاء هيئة التمريض وأطباء الأسنان والصيادلة وأخصائي العلاج الطبيعي وكل الهيئات المعاونة في منظومة الرعاية الصحية للوصول إلى تقديم رعاية صحية بجودة عالمية.

وشدد النجدي – في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط – على حرص الأكاديمية الطبية العسكرية على تنفيذ هذه الرؤية من خلال وضع استراتيجية تدريبية وتعليمية من خلال منظومة متكاملة تشمل التأهيل الأكاديمي لجميع عناصر الخدمة الصحية من خلال معاهدها الأربعة (معهد الطب العسكري – معهد الصحة والوقائيات العسكري – معهد الطب البحري وطب الأعماق – معهد طب الطيران والفضاء) وهى معاهد متفردة في التخصص.

ونوه كذلك بالتعليم الطبي المستمر من خلال مركز التعليم الطبي والتدريب والتأهيل للقوات المسلحة والذي كانت مهمته الأساسية هي تطوير الأداء من خلال تدريب الكوادر الصحية من خلال دورات قصيرة لتنمية المهارات أو دبلومات تخصصية في مجالات التخصص الدقيق مثل العلاج بالليزر والتغذية العلاجية والإكلينيكية والطب الصيني التقليدي والعلاج بالإبر الصينية بالاشتراك مع الجامعة الصينية، وإدارة جودة الرعاية الصحية بالتعاون مع الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية وإدارة المستشفيات و”بورد” إدارة المستشفيات بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا بالاشتراك مع جامعة كارديف.

وأشار إلى أن المركز يمنح أيضا شهادة “البورد” المصري بالأكاديمية الطبية العسكرية وهى شهادة تخصصية تمنح من الأكاديمية الطبية العسكرية، حيث أن الأكاديمية جزء من المجلس الصحي المصري طبقاً للقانون 12 لسنة 2022.

وقال لواء طبيب طارق النجدي إن الأكاديمية الطبية العسكرية تعد أحد أعرق المؤسسات التعليمية في جمهورية مصر العربية، حيث تم إنشاؤها تنفيذا للقانون رقم 57 لسنة 1979، وذلك لتعليم وتدريب وتأهيل عناصر الخدمات الطبية للقوات المسلحة المصرية وأفراد المنظومة الصحية في مصر.

وأضاف أنه تم اعتماد الأكاديمية الطبية العسكرية ومعاهدها من الكلية الملكية للجراحين في إنجلترا كمركز متميز للتدريب عام 2016، موضحا أنه يتم تجديد الاعتماد كل ثلاث سنوات، وقد تم تسليم شهادة التجديد الاعتماد في يونيو 2024 بواسطة رئيس وأعضاء الجمعية.

وأشار إلى أن الأكاديمية الطبية العسكرية هي عضو بالمجلس الأعلى للجامعات وتمنح الدرجات الأكاديمية من ماجستير ودكتوراه في مجالات عديدة من خلال معاهدها مثل (ماجستير الطب العسكري – ماجستير جراحة الميدان – ماجستير طب الميدان – ماجستير إدارة المستشفيات) والدبلومات الأكاديمية مثل (طب الكوارث وإدارة الأزمات من خلال معهد الطب العسكري)، وكذلك ماجستير ودكتوراه في مجالات الصحة العامة مثل تخصصات (الصحة العامة – الطب الوقائي والاجتماعي – الأمراض المعدية – علم الكائنات الدقيقة – طب وصحة الأسنان – إدارة التمريض).

وتابع أن للأكاديمية معهدين متفردين هما معهد الطب البحري والأعماق والذي يمنح شهادة الماجستير والدكتوراه في مجال الطب البحري وطب الأعماق، وكذلك العديد من الدورات في مجال العلاج بالأكسجين وعلاج الإصابات الناتجة عن حوادث الغرق ومعهد طب الطيران والفضاء والذي يمنح الماجستير والدكتوراه في مجال طب الطيران والفضاء والعديد من الدورات في مجال العلاج بالأكسجين، وكذلك الإخلاء الطبي الجوي.

وأوضح أن الأكاديمية الطبية العسكرية تستدعي العديد من الخبراء الدوليين في مجالات التعليم الطبي وتطوير أداء أعضاء هيئة التدريس، وكذلك في المجالات التخصصية الدقيقة، وذلك لاكتساب المهارات وتبادل الخبرات في هذه المجالات ويتم تقديم هذه الخدمة لكل الهيئات التعليمية بمصر، مشيرا إلى أن الأكاديمية الطبية العسكرية تحرص على تدريب الكوادر الصحية في أماكن العمل من خلال دورات داخل المستشفيات لتطوير أداء أعضاء هيئة التمريض وأساسيات دواعي انقاذ الحياة، وكذلك تنمية مهارات التواصل، كما تشترك الأكاديمية العسكرية في دعم وتبني والاستفادة من أنشطة بنك المعرفة المصرية في مجال تطوير منظومة التعليم والتعلم، وكذلك في بناء القدرات في مجالات البحث العلمي المختلفة.

ونوه لواء طبيب طارق النجدي بدور أعضاء هيئة التدريس بالأكاديمية الطبية العسكرية في مواجهة فيروس “كوفيد 19” سواء في تقديم الخدمة العلاجية أو في مجال البحوث الطبية والتي ساهمت في تشخيص وعلاج الكثير من الحالات والتخفيف من الأعراض والمضاعفات للمصابين.

وأشار إلى أن هناك أكثر من 150 مدنيا يدرسون في معاهد الأكاديمية الطبية العسكرية، كما أن هناك نحو 18 جنسية من الجنسيات الإفريقية والعربية تم تخريجهم من معاهد الأكاديمية الطبية العسكرية.

وأبرز أن ‏تعاون الأكاديمية مع الدول الإفريقية يتم منذ نحو 12 عاما، أما التعاون مع البلدان العربية مستمر منذ نحو 20 عاما، كما أن الكثير من المسؤوليين العسكريين الطبيين في إفريقيا والبلدان العربية تخرجوا من الأكاديمية الطبية العسكرية.

واستطرد قائلا: “أضيف حديثا إلى الأكاديمية الطبية مركز التدريب والتأهيل للأطباء في القوات المسلحة ومهمته الأساسية هي التطوير المهني المستمر لجميع أعضاء الطاقم الصحي والكوادر الصحية والطبية، حيث ‏بدأ العمل في هذا المركز منذ عام 2021 وتم إصدار اللائحة الداخلية له في نفس العام 2021، و هو مسؤول عن برامج التطوير المستمر في الدبلومات، ومنح شهادة البورد المصري باعتبار أن الأكاديمية الطبية العسكرية عضو في المجلس الصحي المصري، فمن حق الأكاديمية منح شهادة البورد المصري”.

ولفت إلى أن الأكاديمية الطبية العسكرية عضو في المجلس الأعلى للجامعات وهناك تعاون وثيق مع الجامعات المصرية، كاشفاً أنه خلال العام المقبل سيكون هناك تعاون بين الأكاديمية الطبية العسكرية وجامعة القاهرة كلية الطب القصر العيني في مجال طب الكوارث وإدارة الأزمات.

‏وأوضح أن الأكاديمية الطبية العسكرية تشارك في تطوير منظومة التعليم والتعلم من خلال التعاون مع بنك المعرفة، حيث أن هناك برامج عديدة لتطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس في الجامعات المصرية بكليات الطب بالاشتراك مع بنك المعرفة المصري، علاوة على زيارات كثيرة لخبراء أجانب يأتون إلى الأكاديمية لتطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس في الجامعات المصرية والأكاديمية أو في التخصصات الدقيقة للأطباء العسكريين والمدنيين؛ الأمر الذي يمنح فرصة في تقليل حجم العلاج بالخارج.

‏وشدد على أن الأكاديمية الطبية العسكرية تعتبر من الأكاديميات المتفردة الطبية العسكرية في كل أنحاء العالم، حيث لا يوجد أكاديميات طبية عسكرية غير في بلدان قليلة مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين وصربيا.

وردا على سؤال بشأن مكانة الأكاديمية على المستوى الدولي ومدى اهتمام الدولة بها.. أوضح اللواء طبيب طارق النجدي أن الأكاديمية ضمن أفضل خمس أكاديميات طبية عسكرية في العالم، مشددا على أن التوجيهات هي أن تبدأ الأكاديمية الطبية العسكرية في تأهيل الضباط العاملين في القطاع الصحي، وكذلك من المدنيين في مجالات التخصص الدقيق، وفتح تخصصات جديدة مثل الليزر والطب الصيني التقليدي والعلاج بالإبر الصينية، بجانب العمليات الدقيقة التي تتم في مجالات جراحات المخ والأعصاب.

ومن جانبه.. قال لواء طبيب طارق عبدالقادر نائب رئيس الأكاديمية، إن الأكاديمية تمتلك مركزا للتدريب وتطوير والتأهيل مهمته الأساسية هي تدريب وتأهيل الأطباء من خلال ورش العمل والتدريب على بعض النماذج البشرية، منوها بأن هذا المركز مؤهل لتدريب العسكريين والمدنيين.

وأضاف أن الأكاديمية تمنح من خلال هذا المركز شهادة “البورد” في جميع التخصصات الطبية مثل الباطنة والغدد والجلدية والجراحة العامة وجراحة المخ والأعصاب والتجميل وجراحة العظام وكل التخصصات الجراحية والتخصصات المعاونة مثل المعامل والأشعة والطب النووي وغيرها.

وأبرز أن برنامج “البورد” يعتمد في الأساس على التدريب ليس مثل البرامج الأكاديمية الموجودة في الجامعات مثل الماجستير والدكتوراه وهي التي تعتمد على بحث وبها شق تدريبي، ولكن ليس بقوة برنامج “البورد”.

بدوره.. أكد اللواء طبيب سامح الشيمي مساعد مدير الأكاديمية، أن ‏الأكاديمية الطبية العسكرية من أهم الأدوار التي تؤديها وتكون مسؤولة عنها منذ إنشائها تأهيل ليس الأطباء فقط، ولكن كل العاملين بالمجال الطبي في الصيدلة وأعضاء التمريض وخريجي العلوم المتداخلين في العملية الطبية.

وقال إن الأكاديمية الطبية العسكرية مستمرة مع الوقت في تدريب الكوادر الطبية والصحية وتأهيلهم للعمل بكفاءة سواء في مستشفيات القوات المسلحة أو في مستشفيات الجانب المدني عن طريق منحهم الشهادات المؤهلة للعمل الطبي وهي شهادات كلها معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات وعلى رأسها “البورد” التي تعادل الزمالة المصرية.

وأضاف: “نحن نمنح الشهادات الخاصة بالعمل الطبي في أكثر من تخصص وأكثر من مجال من مجالات العمل”.

وأشار إلى أن التدريب المستمر في المجال الطبي هو أمر مهم جدا للطبيب، فإذا توقف الطبيب عن التدريب فلا يصبح لديه جديد لكي يقدمه، فمهنة الطب في حالة تطور مستمر بشكل دائم.

واعتبر أن ‏الشق التدريبي للطبيب يتمثل في حضور المؤتمرات وحضور ورش العمل وتصميم وتنفيذ الأبحاث وكلها أمور مهمة جدا تعمل على صقل خبرات ومهارات الطبيب.

وتابع الشيمي قائلا: “‏نحن نعمل على نقل ثقافة التدريب المستمر والتأهيل للأطباء من خلال إدماجهم في عمليات تدريبية عملية عبر إجراء العمليات الجراحية والممارسة العملية لكافة الأمور الطبية، كما نسعى إلى توفير بيئة مناسبة للأطباء بالقوات المسلحة لإثقال وصقل مهاراتهم عن طريق التدريب والمعرفة ليس في غرفة العمليات والمستشفيات فقط، ولكن في أماكن التدريب مثل الأكاديميات المتخصصة”.

ونوه بأن الأكاديمية تمتلك عدة برامج تدريبية يتم إعدادها كل ستة شهور تتضمن ورش عمل وأدوات لصقل خبرات ومهارات الأطباء بالأكاديمية، كما أن هناك تعاونا مستمرا مع مستشفيات القوات المسلحة”.

وأعرب الشيمي عن أمله في أن تزيد ثقافة التدريب للأطباء في جميع التخصصات وفي جميع المجالات.. مجددا التأكيد على ضرورة الاستمرار في العملية التدريبية للطبيب؛ الأمر الذي يعد مسألة حياة أو موت بالنسبة للطبيب.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى